(2) رسالة المدير العام لأولياء الأمور

أولياء الأمور الأعزاء،

تحية طيبة وبعد،

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد، وأتمنى أن تصلكم هذه الرسالة وأنتم وعائلاتكم بأتم الصحة والعافية.

 

يرافق هذا العيد الكثير من الأمور التي يجب علينا جميعًا أن نحتفل بها وأن نحمد الله عليها، وقبل كل شيء وصولنا نحن الفلسطينيين كأمة إلى أعلى مستويات المسؤولية الفردية والجماعية من خلال السيطرة على انتشار وباء الكورونا في أرضنا. وفي الحين ذاته، نجحت مدرسة فلسطين الأميركية كمؤسسة في الحفاظ على عملية تعلم الطلاب في فترة الطوارئ من خلال برنامجها الأكاديمي الإلكتروني. وكمسلمين علينا أن نبتهج أن الله أعاننا على صيام شهر رمضان المبارك في ظل هذه الظروف الصعبة. وليس هذا فحسب حيث يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والعشرين على تأسيس المدرسة، لذلك يمثل هذا العيد انتصارات كثيرة لنا جميعًا على الرغم من تكلفتها الباهظة، وسيكون من الحكمة أن نفكر مليًا في نقاط القوة والضعف التي ظهرت في كل واحد منا، ونحن في مدرسة فلسطين الأميركية بدأنا بذلك بالفعل.

 

بدءًا من برنامج التعلم الإلكتروني الخاص بنا، فإننا سعداء بنتائجه ونثق في قدرة طلابنا على الانتقال بسلاسة إلى العام الدراسي المقبل. ونعلم ذلك من خلال أداء الطلاب وملاحظات أولياء أمورهم، ومن التغذية الراجعة التي نجمعها من المعلمين والمعلمات،  بالإضافة إلى أننا نهدف إلى جمع بيانات إضافية بهدف تحسين برنامج المدرسة في التعليم عن بعد. ويعد هذا أمرًا ضروريًا حيث من المرجح أن تصبح البرامج التعليمية عبر الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من العطاء الأكاديمي لجميع المدارس أثناء الدوام الرسمي. في هذا الصدد نعتبر الالتزام الذي حصل في التعلم الإلكتروني من قبل معلمينا وطلابنا مفيد في تحضير مدرسة فلسطين الأميركية لمواصلة تلبية مهمتها التعليمية. وبالتالي نشجع أولياء الأمور وبشدة على تجهيز منازلهم بالإلكترونيات وشبكات الإتصال اللازمة لتسهيل مستقبل هذا النوع من التّعلم.

 

من جانبها أجرت وزارة التربية والتعليم تغييرين سيؤثران على تقييم الطلاب في نهاية العام ودوامهم المدرسي. وهما اعتماد الدرجات السنوية للطلاب في نهاية العام الدراسي 2019-2020 بالكامل على نتائج الفصل الدراسي الأول. على الرغم من أن إغلاق المدرسة كان في التاسع من آذار، وكان طلابنا قد أنهوا الربع الثالث ومتطلباته من العلامات. إضافة إلى أننا قمنا خلال الربع الرابع الذي تم تدريسه عبر الإنترنت بوضع معايير تقييم خاصة مع تجميع مجموعة من الدرجات. وبناءً على ذلك ولأننا نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه يحق للطلاب الحصول على تقييم لجميع الأعمال الأكاديمية التي يبذلون جهدًا فيها، فسوف تقوم المدرسة بتوزيع علامات الربعين الثالث والرابع كدرجات غير رسمية جنبًا إلى جنب مع التقرير السنوي الرسمي. أما الأمر الثاني هو عودة الطلاب إلى المدرسة في شهر آب حيث سيتعلمون وفقًا لخطة مدروسة ستُعد من قبل معلميهم بناء على ما تم تغطيته في التعلم الإلكتروني وما يدعمهم في عامهم الأكاديمي الجديد، وسنكون مستعدين وبشوق لاستقبال طلابنا الأحباء في هذا الوقت.

 

ونحن ننهي عامًا دراسيًا شهد ظروفًا عالمية استثنائية، نتطلع نحو عقود من الخدمة المستمرة لفلسطين وشبابها. فعلى مدى السنوات الـ 25 الماضية، كانت مدرسة فلسطين الأميركية رائدة في التّميز التربوي والأكاديمي، وغرس الهوية الفلسطينية في شبابنا بعمق، وبناء الشخصية ذات الأخلاقيات العالية، وإعداد خريجين قادرين على النجاح في عالم دائم التّغير. لقد كانت هذه رؤية المعلم الراحل مصطفى عبد الله الرمحي مؤسس المدرسة وما زالت هي رؤيتنا نحن أيضًا، فلم يثبت بالمطلق وجود أي استثمار في بناء مجتمع إنساني ومزدهر أفضل من التعليم. 

 

كل عام وأنتم بخير،

د. حنان الرمحي

المدير العام